فصل: فصل: فِي الِاعْتِكَاف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام



.فصل: فِي قيام رَمَضَان:

(373) عَن أبي هُرَيْرَة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غُفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه». قَالَ ابْن شهَاب: فَتوفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَمر عَلَى ذَلِك، ثمَّ كَانَ الْأَمر عَلَى ذَلِك فِي خلَافَة أبي بكر، وصدراً من خلَافَة عمر. لفظ البُخَارِيّ.
(674) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خرج لَيْلَة من جَوف اللَّيْل فَصَلى فِي الْمَسْجِد، وَصَلى رجال بِصَلَاتِهِ، فَأصْبح النَّاس فتحدثوا، فَاجْتمع أَكثر مِنْهُم فَصَلى فصلوا مَعَه بِصَلَاتِهِ فَأصْبح النَّاس فتحدثوا، فَكثر أهل الْمَسْجِد من اللَّيْل الثَّالِثَة فَخرج رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلى بِصَلَاتِهِ فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الرَّابِعَة عجز الْمَسْجِد عَن أَهله حَتَّى خرج لصَلَاة الصُّبْح، فَلَمَّا قضي الْفجْر أقبل عَلَى النَّاس ثمَّ تشهد فَقَالَ: «أما بعد، فَإِنَّهُ لم يخف عليّ مَكَانكُمْ، وَلَكِنِّي خشيت أَن تفرض عَلَيْكُم فتعجزوا عَنْهَا». فَتوفي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَمر عَلَى ذَلِك. لفظ البُخَارِيّ فِيهَا.
(675) وعنها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا دخل الْعشْر شدّ مِئْزَره، وَأَحْيَا ليله، وَأَيْقَظَ أَهله. مُتَّفق عَلَيْهِ.
(676) عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من صَامَ رَمَضَان وَأتبعهُ سِتا من شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر».
(677) وَعَن أبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فِي حَدِيث: وَسُئِلَ- يَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَن صَوْم يَوْم عَرَفَة؟ فَقَالَ: «يكفر السّنة الْمَاضِيَة والباقية».
(678) وَفِيه قَالَ: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم عَاشُورَاء؟ فَقَالَ: «يكفر السّنة الْمَاضِيَة». وَفِيه: وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْم الِاثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: «ذَاك يَوْم ولدت فِيهِ، وَيَوْم بعثت فِيهِ أَو أنزل عليَّ فِيهِ». وَكلهَا عِنْد مُسلم.
(679) وَعِنْده فِي حَدِيث لِابْنِ عَبَّاس فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذا كَانَ الْعَام الْمقبل إِن شَاءَ الله صمنا الْيَوْم التَّاسِع». قَالَ فَلم يَأْتِ الْعَام الْمقبل حَتَّى تُوفِّي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(680) وَعَن أم الْفضل بنت الْحَارِث، أَن نَاسا اخْتلفُوا عِنْدهَا يَوْم عَرَفَة فِي صَوْم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعضهم: هُوَ صَائِم، وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ بصائم فَأرْسلت إِلَيْهِ بقدح لبن، وَهُوَ وَاقِف عَلَى بعيره فشربه. مُتَّفق عَلَيْهِ.
(681) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله باعد الله وَجهه عَن النَّار سبعين خَرِيفًا». أخرجه مُسلم.
(682) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: لم يكن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شهر من السّنة أَكثر صياما مِنْهُ فِي شعْبَان، وَكَانَ يَقُول: خُذُوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون، فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا.
وَكَانَ يَقُول: «أحبُّ الْعَمَل إِلَى الله مَا داوم صَاحبه عَلَيْهِ، وَإِن قل». وَهُوَ كَالَّذي قبله. أخرجه مُسلم.
(683) وَعِنْده فِي حَدِيث: «لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد، لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد».
(684) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصُوم الْمَرْأَة وَزوجهَا شَاهد يَوْمًا من غير رَمَضَان إِلَّا بِإِذْنِهِ».
(685) وَعنهُ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام، وَهُوَ صَائِم، فَلْيقل إِنِّي صَائِم». وَهُوَ كَالَّذي قبله. أخرجهُمَا مُسلم.

.فصل: فِي الْأَيَّام الْمنْهِي عَن صَومهَا:

(686) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه نهَى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ: يَوْم الْأَضْحَى، وَيَوْم الْفطر.
(687) وَعَن نُبيشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أكل وَشرب». أخرجهُمَا مُسلم.
(688) وَرَوَى الزُّهْرِيّ، عَن عُرْوَة، عَن عَائِشَة، وَعَن سَالم ابْن عبد الله بن عمر، عَن ابْن عمر قَالَا: لم يُرخص فِي أَيَّام التَّشْرِيق أَن يُصمن إِلَّا لمن لم يجد الْهَدْي. أخرجه البُخَارِيّ.
(689) وَعند مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام من بَين اللَّيَالِي، وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيام من بَين الْأَيَّام إِلَّا أَن يكون فِي صَوْم يَصُومهُ أحدكُم».
(690) وَعند التِّرْمِذِيّ من حَدِيثه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا انتصف شعْبَان فَلَا تَصُومُوا». صَححهُ بعد تَخْرِيجه.
(691) وَعند الْأَرْبَعَة عَن صلَة بن زفر، قَالَ: كُنَّا عِنْد عمار بن يَاسر، فَأَتَى بِشَاة مصلية، فَقَالَ: كلوا، فَتنَحَّى بعض الْقَوْم فَقَالَ: إِنِّي صَائِم، فَقَالَ عمار: من صَامَ الْيَوْم الَّذِي يشك فِيهِ فقد عَصَى أَبَا الْقَاسِم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللَّفْظ لِلتِّرْمِذِي.
(692) وَعَن عبد الله بن بُسر السُلمي عَن أُخْته الصماء أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصُومُوا يَوْم السبت إِلَّا فِيمَا افْترض عَلَيْكُم، وَإِن لم يجد أحدكُم إِلَّا لحاءَ عنبة أَو عود شَجَرَة فليمضغها». أخرجه أَبُو دَاوُد وَقَالَ الْحَاكِم وَاللَّفْظ لَهُ: صَحِيح عَلَى شَرط البُخَارِيّ وَلم يخرجَاهُ، وَله معَارض بِإِسْنَاد صَحِيح.

.فصل: فِي الِاعْتِكَاف:

(693) عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان حَتَّى توفاه الله عَزَّ وَجَلَّ ثمَّ اعْتكف أَزوَاجه من بعده.
(694) وعنها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَرَادَ أَن يعْتَكف صَلَّى الْفجْر ثمَّ دخل مُعْتَكفه... الحَدِيث وهما عِنْد مُسلم.
(695) وعنها، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا اعْتكف يُدني إليَّ رَأسه فأرجله، وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان. رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ.
(696) وعنها أَنَّهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: السّنة عَلَى الْمُعْتَكف أَن لَا يعود مَرِيضا، وَلَا يشْهد جَنَازَة، وَلَا يمس امْرَأَة، وَلَا يُبَاشِرهَا، وَلَا يخرج لحَاجَة إِلَّا إِلَى مَا لابد مِنْهُ، وَلَا اعْتِكَاف إِلَّا بِصَوْم وَلَا اعْتِكَاف إِلَّا فِي مَسْجِد جَامع. أخرجه أَبُو دَاوُد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ، وَهُوَ عِنْد اللَّيْث، عَن عقيل عَنهُ بِزِيَادَة فِي أَوله قبل قَوْلهَا: وَالسّنة وَفِيه: وَالسّنة فِيمَن اعْتكف أَن يَصُوم فَزعم بَعضهم أَنه من قَول بعض الروَاة.
(697) عَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التمسوها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان، لَيْلَة الْقدر فِي تاسعة تبقى فِي ثامنة، فِي سابعة تبقى، فِي خَامِسَة تبقى». أخرجه البُخَارِيّ.
(698) وَعِنْده فِي حَدِيث لأبي سعيد الْخُدْرِيّ: «وابتغوها فِي كل وتر وَقد رَأَيْتنِي فِي صبيحتها أَسجد فِي مَاء وطين، فاستهلّت السَّمَاء تِلْكَ اللَّيْلَة فأمطرت، فوكف الْمَسْجِد فِي مُصَلَّى النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين، فبصرت عَيْني رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنظرت إِلَيْهِ انْصَرف من صَلَاة الصُّبْح، وَوَجهه ممتلئ طيناً وَمَاء» وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(699) وَعند مُسلم فِي حَدِيث عبد الله بن أنيس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رأيتُ لَيْلَة الْقدر ثمَّ أنسيتها، وَأرَانِي صبيحتها أَسجد فِي مَاء وطين. قَالَ: فمطرنا فِي لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين فَصَلى بِنَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْصَرف، وَإِن أثر المَاء والطين عَلَى جَبهته وَأَنْفه».
(700) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قَالَت: قلتُ يَا رَسُول الله، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ لَيْلَة الْقدر مَا أَقُول فِيهَا؟ قَالَ: «قولي اللَّهُمَّ، إِنَّك عَفْو تحب الْعَفو فَاعْفُ عني». أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَالنَّسَائِيّ، وَابْن ماجة، وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ.

.كتاب الْحَج:

(701) عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: قلت يَا رَسُول الله، عَلَى النِّسَاء جِهَاد؟ قَالَ: «نعم عليهنَّ جِهَاد لَا قتال فِيهِ: الْحَج وَالْعمْرَة» أخرجه ابْن ماجة.
(702) وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئل عَن الْعمرَة أَوَاجِبَة هِيَ؟ قَالَ: «لَا، وَإِن تعتمر فَهُوَ أفضل». أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ، وَفِي رِوَايَة عَنهُ حسن وَاعْترض عَلَيْهِ بالْكلَام فِي الْحجَّاج بن أَرْطَاة رافعه، وَقد رُوِيَ مَوْقُوفا من قَول جَابر. وَفِي بعض أَلْفَاظه: «وَإِن تعتمر فَهُوَ خير لَك».
(703) وَعَن الْفضل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن امْرَأَة من خثعم قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أبي شيخ كَبِير، عَلَيْهِ فَرِيضَة الله فِي الْحَج، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع أَن يَسْتَوِي عَلَى ظهر بعيره؟ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فحجي عَنهُ». أخرجه مُسلم.
(704) وَعَن عبد الله بن بُرَيْدَة، عَن أَبِيه، قَالَ: جَاءَت امْرَأَة إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت: إِن أُمِّي مَاتَت وَلم تحج، أفأحج عَنْهَا؟ قَالَ: «نعم، فحجي عَنْهَا». أخرجه مُسلم، وَالتِّرْمِذِيّ وَاللَّفْظ لَهُ.
(705) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: رفعت امْرَأَة صَبيا لَهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله أَلِهَذَا حج؟ فَقَالَ: «نعم، وَلَك أجر». لفظ مُسلم.
(706) وَرَوَى مُحَمَّد بن منهال بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس رَفعه قَالَ: «أَيّمَا صبي حج، ثمَّ بلغ الْحِنْث فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى وَأَيّمَا أَعْرَابِي حج ثمَّ هَاجر فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى، وَأَيّمَا عبد حج ثمَّ أعتق فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى». رَوَاهُ غير مُحَمَّد بن منهال مَوْقُوفا، وَرَوَاهُ الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش مَوْقُوفا أَيْضا قيل وَهُوَ الصَّوَاب.
(707) وَعَن عدي بن حَاتِم قَالَ: بَينا أَنا عِنْد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا أَتَاهُ رجل فَشَكَى إِلَيْهِ الْفَاقَة، ثمَّ أَتَاهُ آخر فَشَكَى إِلَيْهِ قطع السَّبِيل فَقَالَ: «يَا عدي! هَل رَأَيْت الْحيرَة؟» قلت: لم أرها، وَقد أنبئت عَنْهَا. قَالَ: «فَإِن طَالَتْ بك حَيَاة لترين الظعينة ترتحل من الْحيرَة بِغَيْر جوَار حَتَّى تَطوف بِالْكَعْبَةِ، لَا تخَاف أحدا إِلَّا الله». قلت فِيمَا بيني وَبَين نَفسِي فَأَيْنَ دعار طَيئ الَّذين سعروا الْبِلَاد... الحَدِيث. أخرجه البُخَارِيّ.
(708) وَعند الْبَغَوِيّ فِي مُعْجَمه: يُوشك الظعينة أَن ترتحل من الْحيرَة بِغَيْر جوَار حَتَّى تَطوف بِالْبَيْتِ. وَقيل سَنَده حسن.
(709) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلا يَقُول: لبيْك عَن شُبرمَة، قَالَ: «من شُبرمة»؟ قَالَ: أَخ لي أَو قريب لي قَالَ: «أحججت عَن نَفسك؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «فحج عَن نَفسك، ثمَّ حج عَن شُبرمة».
أخرجه أَبُو دَاوُد، وَابْن ماجة من حَدِيث قَتَادَة، عَن عزْرَة، وَذكر ابْن أبي حَاتِم عَن عَلّي بن الْمَدِينِيّ: عزْرَة بن عبد الرَّحْمَن، ثِقَة الَّذِي رَوَى عَنهُ قَتَادَة. وَرَأَيْت فِي كتاب التَّمْيِيز عَن النَّسَائِيّ عزْرَة الَّذِي رَوَى عَنهُ قَتَادَة لَيْسَ بذلك القوى. قلت: وَقد اخْتلف فِي رفع الحَدِيث، رَوَاهُ غُنْدَر عَن شُعْبَة فَوَقفهُ، وَرُوِيَ عَن ابْن عَبَّاس من وَجه آخر مَوْقُوفا.
(710) وَعَن جَابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل يَوْم فتح مَكَّة، وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء بِغَيْر إِحْرَام. أخرجه مُسلم وَالنَّسَائِيّ.